فصل: باب فيما كان بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والسكوت عما شجر بينهم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 كتاب الفتن - أعاذنا الله منها -

 باب التعوذ من الفتن

11957- عن عصمة بن قيس السلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏[‏عن النبي صلى الله عليه وسلم‏]‏ أنه كان يتعوذ من فتنة المشرق قيل له‏:‏ فكيف فتنة المغرب‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏تلك أعظم وأعظم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

11958-وفي رواية عنده أيضاً‏:‏ أنه كان يتعوذ في صلاته من فتنة المغرب‏.‏

ورجاله ثقات‏.‏

11959-وعن القاسم قال‏:‏ قال عبد الله‏:‏ لا يقل أحدكم‏:‏ اللهم إني أعوذ بك من الفتنة فإنه ليس منكم أحد إلا يشتمل على فتنة ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلاتها فإن الله عز وجل يقول‏:‏ ‏{‏إنما أموالكم وأولادكم فتنة‏}‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده منقطع وفيه المسعودي وقد اختلط‏.‏

 باب الاستعاذة من رأس السبعين وغير ذلك

11960- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏تعوذوا بالله من رأس السبعين ومن إمارة الصبيان‏"‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏"‏لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير كامل بن العلاء وهو ثقة‏.‏

 باب الاستعاذة من يوم السوء ونحوه

11961-عن عقبة بن عامر قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء ومن ليلة السوء ومن ساعة السوء ومن صاحب السوء ومن جار السوء في دار المقامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

 باب نقصان الخير

11962-عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏كل شيء ينقص إلا الشر فإنه يزاد فيه‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف ورجل لم يسم‏.‏

 باب النهي عن مخاصمة الناس

11963- عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إياك ومشارة الناس فإنها تدفن العزة وتظهر العورة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات إلا أن شيخ الطبراني محمد بن الحسن بن هديم لم أعرفه‏.‏

 باب في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض‏}

11964-عن جابر بن عتيك قال‏:‏ جاءنا عبد الله بن عمر من بني معاوية - قرية من قرى الأنصار - فقال‏:‏ هل تدري أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدكم هذا‏؟‏ قلت‏:‏ نعم فأشار إلى ناحية منه‏.‏ قال‏:‏ هل تدري ما الثلاث التي دعا بهن فيه‏؟‏ قلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فأخبرني بهن‏.‏ فقلت‏:‏ دعا بأن لا يظهر عليهم عدواً من غيرهم وأن لا يهلكهم بالسنين‏.‏ فأعطيهما‏.‏ ودعا بأن لا يجعل بأسهم بينهم‏.‏ فمُنعها‏.‏ قال‏:‏ صدقت فلا يزال الهرج إلى يوم القيامة‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

11965-وعن شداد بن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ‏[‏وإن ملك أمتي سيبلغ ما روي لي منها‏]‏ وإني أعطيت الكنزين‏:‏ الأبيض والأحمر وإني سألت

ربي عز وجل أن لا يهلك أمتي بسنة بعامة وأن لا يسلط عليهم عدواً فيهلكهم بعامة وأن لا يلبسهم شيعاً وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض فقال‏:‏ يا محمد إني إذا قضيت قضاء ‏[‏فإنه‏]‏ لا يرد وإني قد أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة وأن لا أسلط عليهم عدواً ‏[‏ممن سواهم‏]‏ بعامة فيهلكوهم بعامة حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً وبعضهم يقتل بعضاً وبعضهم يسبي بعضاً‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في أمتي لا يرفع عنهم إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

11966-وعن أبي بصرة الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏سألت ربي عز وجل أربعاً فأعطاني ثلاثاً ومنعني واحدة‏.‏ سألت الله عز وجل أن لا تجتمع أمتي على ضلالة فأعطانيها‏.‏ وسألت الله عز وجل أن لا يهلكهم بالسنين كما أهلك الأمم قبلهم فأعطانيها‏.‏ وسألت الله عز وجل أن لا يظهر عليهم عدواً فأعطانيها‏.‏ وسألت الله عز وجل أن لا يلبسهم شيعاً ويذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني وفيه راو لم يسم‏.‏

11967-وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏سألت ربي لأمتي أربع خلال فأعطاني ثلاثاً ومنعني واحدة‏.‏ سألته أن لا تكفر أمتي صفقة واحدة فأعطانيها‏.‏ وسألته أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها‏.‏ وسألته أن لا يعذبهم بما عذب به الأمم قبلهم فأعطانيها‏.‏ وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏ ورواه البزار إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏سألت ربي ثلاثاً‏"‏‏.‏

11968-وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏سألت ربي عز وجل ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة‏.‏ سألته أن لا يسلط على أمتي عدواً من غيرهم فأعطانيها‏.‏ وسألته أن لا يقتل أمتي بالسنة فأعطانيها‏.‏ وسألته أن لا يلبسهم شيعاً فأبى علي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير وفيه جنادة بن مروان وهو ضعيف‏.‏

11969-وعن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏سألت ربي عز وجل ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة قلت‏:‏ يا رب لا تهلك أمتي جوعاً قال‏:‏ هذه لك‏.‏ قلت‏:‏ يا رب لا تسلط عليهم عدواً من غيرهم - يعني أهل الشرك - فيجتاحهم‏.‏ قال‏:‏ لك ذلك‏.‏ قلت‏:‏ يا رب لا تجعل بأسهم بينهم فمنعني هذه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه أبو حذيفة الثعلبي ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

11970-وعن جبر بن عتيك قال‏:‏ سأل رسول الله في مسجد بني معاوية ثلاثاً فأعطي اثنتين ومنعه واحدة‏:‏ سأله أن لا يهلك أمته جوعاً وأن لا يظهر عليهم عدواً فأعطيهما وسأله أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعها‏.‏

رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف‏.‏

11971-وعن ابن عباس قال‏:‏ سأل محمد ربه أن لا يلبسهم شيعاً ولا يذيق بعضهم بأس بعض فأبى‏.‏

رواه الطبراني وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ‏.‏

11972-وعن نافع بن خالد الخزاعي عن أبيه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى والناس حوله صلى صلاة خفيفة تامة الركوع والسجود فجلس يوماً فأطال السجود حتى أومأ بعضنا إلى بعض‏:‏ أن اسكتوا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه‏.‏ فلما فرغ قال بعض القوم‏:‏ يا رسول الله أطلت الجلوس حتى أومأ بعضنا إلى بعض أنه ينزل عليك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا ولكنها صلاة رغبة ورهبة سألت الله فيها ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة‏.‏ سألته أن لا يعذبكم بعذاب عذب به من كان قبلكم وسألته أن لا يسلط على عامتكم عدواً يستبيحكم فأعطانيهما‏.‏ وسألته أن لا يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض فمنعنيها‏"‏‏.‏

قلت له‏:‏ أبوك سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ نعم سمعته يقول‏:‏ إنه سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد أصابعي هذا العشر الأصابع‏.‏

رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح غير نافع بن خالد وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد ورواه البزار‏.‏

 بابان فيما شجر بين الصحابة

 باب فيما كان بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والسكوت عما شجر بينهم

11973- ولولا أن الإمام أحمد رحمه الله وأصحاب هذه الكتب أخرجوه في كتبهم ما أخرجته‏.‏

عن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إذا ذكر أصحابي فأمسكوا‏"‏‏.‏

فذكر الحديث وقد تقدم بطوله في كتاب القدر وفيه مسهر بن عبد الملك وثقه ابن حبان وغيره وفيه خلاف،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

11974-وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من حفظني في أصحابي ورد على حوضي ومن لم يحفظني من أصحابي لم يرني يوم القيامة إلا من بعيد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه حبيب كاتب مالك وهو متروك‏.‏

11975-وعن طارق بن شهاب أن خالد بن الوليد كان بينه وبين سعد بن أبي وقاص كلام فذكر خالد عند سعد فقال‏:‏ مه فإن ما بيننا لم يبلغ ديننا‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

11976-وعن عروة - يعني ابن الزبير - أن علي بن أبي طالب لقي الزبير في السوق فتعاتبا في شيء من أمر عثمان

ثم أغلظ له عبد الله بن الزبير فقال له علي‏:‏ ألا تسمع ما يقول لي‏.‏ فضربه الزبير حتى وقع‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة وهو متروك‏.‏

11977-وعن أبي راشد قال‏:‏ جاء رجال من أهل البصرة إلى عبيد بن عمير قالوا‏:‏ إن إخوانك أهل البصرة يسألونك عن علي وعثمان فقال‏:‏ وما أقدمكم شيء غير هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم قال‏:‏ ‏{‏تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون‏}‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

11978-وعن طارق بن أشيم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏بحسب أصحابي القتل‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني بأسانيد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

11979-وعن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏سيكون بعدي فتن يكون فيها ويكون‏"‏ فقلنا‏:‏ إن أدركنا ذلك هلكنا قال‏:‏ ‏"‏بحسب أصحابي القتل‏"‏‏.‏

11980-وفي رواية‏:‏ ‏"‏يذهب الناس فيها أسرع ذهاب‏"‏‏.‏

رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات‏.‏ ورواه البزار كذلك‏.‏

11981-وعن الزبير بن العوام في قول الله تبارك وتعالى‏:‏ ‏{‏واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة‏}‏ قال‏:‏

كنا نتحدث على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم نحسب أنا أهلها حتى نزلت فينا‏.‏

رواه البزار وفيه حجاج بن نصير ذكره ابن حبان في الثقات وقال‏:‏ يخطئ ويهم‏.‏ ووثقه ابن معين في رواية وضعفه جماعة،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

11982-وعن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة‏"‏‏.‏

رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف جداً‏.‏

11983-وعن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏رأيت ما تلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم دماء بعض وسبق ذلك من الله عز وجل كما سبق في الأمم فسألته أن يوليني شفاعة يوم القيامة فيهم ففعل‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح إلا أن رواية أحمد عن ابن أبي حسين أنبأ أنس عن أم حبيبة‏.‏ ورواية الطبراني عن الزهري عن أنس‏.‏

11984-وعن عبد الله بن يزيد الخطمي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏عذاب أمتي في دنياها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله ثقات‏.‏

11985-وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أمتي أمة مرحومة قد رفع عنهم العذاب إلا عذابهم أنفسهم بأيديهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعيد بن مسلمة الأموي وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال‏:‏ يخطئ،وبقية رجاله ثقات‏.‏

11986-وعن معقل بن يسار أنه دخل على عبيد الله بن زياد يعوده فقال له معقل‏:‏ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن عقوبة هذه الأمة بالسيف وموعدهم الساعة والساعة أدهى وأمر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف‏.‏

11987-وعن أبي بردة قال‏:‏ خرجت من عند عبيد الله بن زياد فرأيته يعاقب عقوبة شديدة فجلست إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏عقوبة هذه الأمة بالسيف‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

11988-وعن أبي بردة قال‏:‏ جعلت رؤوس هذه الخوارج تجيء فأقول إلى النار فقال لي عبد الله بن يزيد‏:‏ ما يدريك‏؟‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏جعل الله عذاب هذه الأمة في دنياهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والصغير باختصار والأوسط كذلك ورجال الكبير رجال الصحيح‏.‏

 باب

11989-عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة فقال أبو بكر‏:‏ أنا أدركها‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏ قال عمر‏:‏

يا رسول الله أدركها‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏‏.‏ فقال عثمان‏:‏ يا رسول الله أنا أدركها‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بك يبتلون‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه ماعز التميمي ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد،وبقية رجاله ثقات‏.‏

11990-وعن عثمان قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى في الكبير عن شيخه غير منسوب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات‏.‏

11991-وعن عبد الله بن حوالة قال‏:‏ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل دومة وعنده كاتب يملي عليه فقال‏:‏ ‏"‏ألا أكتبك يا ابن حوالة‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ ما أدري ما خار الله لي ورسوله فأعرض عني‏.‏

وقال إسماعيل مرة ‏[‏في الأولى‏:‏ ‏"‏نكتبك يا ابن حوالة‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لا أدري فيم يا رسول الله فأعرض عني‏]‏ فأكب على كاتبه يملي عليه ثم قال‏:‏ ‏"‏أنكتبك يا ابن حوالة‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ ما أدري ما خار الله لي ورسوله فأعرض عني وأكب على كاتبه يملي عليه‏.‏

قال‏:‏ فنظرت فإذا في الكتاب عمر فعرفت أن عمر لا يكتب إلا في خير‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏أنكتبك يا ابن حوالة‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم قال‏:‏ ‏"‏يا ابن حوالة كيف تفعل في فتن تخرج من أطراف الأرض كأنها صياصي بقر‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لا أدري ما خار الله لي ورسوله‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فكيف تفعل في أخرى تخرج بعدها كأن الأخرى فيها انتفاجة أرنب‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لا أدري ما خار الله لي ورسوله قال‏:‏ ‏"‏اتبعوا هذا‏"‏ ورجل مقفى حينئذ فانطلقت فسعيت فأخذت بمنكبه فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت‏:‏ هذا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ فإذا هو عثمان بن عفان‏.‏

11992-وفي رواية عنه‏:‏ كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر من أسفاره فنزل الناس منزلاً ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل دومة فرآني مقبلاً من حاجة لي وليس غيره وغير كاتبه‏.‏

وقال فيه‏:‏ فإذا في صدر الكتاب أبو بكر وعمر‏.‏

وقال فيه‏:‏ أصنع ماذا يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏عليك بالشام‏"‏‏.‏

وقال فيه‏:‏ فلا أدري كيف قال في الآخرة ولئن علمت كيف قال في الآخرة أحب إلى من كذا وكذا‏.‏

رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

11993-وعن شقيق قال‏:‏ لقي عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد‏:‏ ما لي أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان‏؟‏ قال‏:‏ أبلغه عني أني لم أفر يوم عينين - قال عاصم‏:‏ يوم أحد - ولم أتخلف عن بدر ولم أترك سنة عمر‏.‏ قال‏:‏ فانطلق فخبر بذلك عثمان قال‏:‏ فقال‏:‏ أما قوله‏:‏ إني لم أفر يوم عينين فكيف يعيرني بذنب قد عفا الله عنه‏؟‏ فقال‏:‏ ‏{‏إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم‏}‏‏.‏

وأما قوله‏:‏ إني تخلفت يوم بدر فإني كنت أمرض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت وقد ضرب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم فقد شهد‏.‏ وأما قوله‏:‏ إني لم أترك سنة عمر فإني لا أطيقها أنا ولا هو فائته فحدثه بذلك‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني باختصار والبزار بطوله بنحوه وفيه عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث،وبقية رجاله ثقات‏.‏

11994-وعن سعيد بن المسيب قال‏:‏ كان لعثمان آذن فكان يخرج بين يديه إلى الصلاة قال‏:‏ فخرج يوماً فصلى والآذن بين يديه ثم جاء فجلس الآذن ناحية ولف رداءه فوضعه تحت رأسه واضطجع ووضع الدرة بين يديه فأقبل علي في إزار ورداء وبيده عصا فلما رآه الآذن من بعيد قال‏:‏ هذا علي قد أقبل فجلس عثمان فأخذ عليه رداءه فجاء حتى قام على رأسه فقال‏:‏ اشتريت ضيعة آل فلان ولوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في مائها حق أما إني قد علمت أنه لا يشتريها غيرك‏.‏ فقام عثمان وجرى بينهما كلام حتى ألقى الله عز وجل وجاء العباس فدخل بينهما ورفع عثمان على علي الدرة‏.‏ ورفع علي على عثمان العصا فجعل العباس يسكنهما ويقول لعلي‏:‏ أمير المؤمنين ويقول لعثمان‏:‏ ابن عمك‏.‏ فلم يزل حتى سكتا فلما أن كان من الغد رأيتهما وكل منهما آخذ بيد صاحبه وهما يتحدثان‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

11995-وعن أبي عون الأنصاري أن عثمان بن عفان قال لابن مسعود‏:‏ هل

أنت منته عما بلغني عنك‏؟‏ فاعتذر إليه بعض العذر فقال عثمان‏:‏ ويحك إني قد حفظت وسمعت وليس كما سمعت،إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إنه سيقتل أمير وينتزي منتز‏"‏‏.‏ وإني أنا المقتول وليس عمر،إنما قتل عمر واحد وإنه يجتمع علي‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

11996-وعن سالم بن أبي الجعد قال‏:‏ دعا عثمان أناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم عمار بن ياسر فقال‏:‏ إني سائلكم وإني أحب أن تصدقوني نشدتكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشاً على سائر الناس‏؟‏ ويؤثر بني هاشم على سائر قريش‏؟‏ فسكت القوم فقال ‏[‏عثمان‏]‏‏:‏ لو أن بيدي مفاتيح الجنة أعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم‏.‏ فبعث إلى طلحة والزبير فقال عثمان‏:‏ ألا أحدثكما عنه‏؟‏ - يعني عماراً - أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذاً بيدي نتمشى في البطحاء حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون فقال أبو عمار‏:‏ يا رسول الله الدهر هكذا‏؟‏ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اصبر‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أنه منقطع‏.‏

11997-وعن إبراهيم - يعني ابن عبد الرحمن بن عوف - قال‏:‏ قال عثمان‏:‏ إن وجدتم في كتاب الله عز وجل أن تضعوا رجلي في القيد فضعوها‏.‏

رواه عبد الله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

11998-وعن أسلم مولى عمر قال‏:‏ شهدت عثمان يوم حوصر في موضع الجنائز ولو ألقي حجر لم يقع إلا على رأس رجل فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا أيها الناس أفيكم طلحة‏؟‏ فسكتوا ثم قال‏:‏ أيها الناس أفيكم طلحة‏؟‏ فقام طلحة بن عبيد الله فقال له عثمان‏:‏ ألا أراك ههنا‏؟‏ ما كنت أرى أنك تكون في جماعة قوم يسمعون ندائي آخر ثلاث مرات ثم لا تجيبني،أنشدك بالله يا طلحة أتذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع كذا وكذا ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا طلحة إنه ليس من نبي إلا معه من أصحابه رفيق من أمته في الجنة وإن عثمان بن عفان هذا - يعنيني - رفيقي في الجنة‏"‏‏؟‏ قال طلحة‏:‏ اللهم نعم‏.‏ ثم انصرف‏.‏

قلت‏:‏ روى النسائي طرفاً منه بإسناد منقطع‏.‏

رواه عبد الله وفيه أبو عبادة الزرقي وهو متروك‏.‏ ورواه أبو يعلى في الكبير وأسقط أبا عبادة من السند‏.‏

11999-وعن عبادة بن زاهر أبي رواع قال‏:‏ سمعت عثمان يخطب قال‏:‏ إنا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر وكان يعود مرضانا ويتبع جنائزنا ويغزو معنا ويواسينا بالقليل والكثير وإن ناساً يعلموني به عسى أن لا يكون أحدهم رآه قط‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى في الكبير وزاد‏:‏ فقال له أعين ابن امرأة الفرزدق‏:‏ يا نعثل إنك قد بدلت‏.‏ فقال‏:‏ من هذا‏؟‏ فقالوا‏:‏ أعين‏.‏ فقال‏:‏ بل أنت أيها العبد‏.‏ قال‏:‏ فوثب الناس إلى أعين‏.‏ قال‏:‏ وجعل رجل من بني ليث يزعهم عنه حتى أدخله داره‏.‏

ورجالهما رجال الصحيح غير عباد بن زاهر وهو ثقة‏.‏

12000-وعن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال‏:‏ بلغ عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا فتلقاهم في قرية له خارج المدينة وكره أن يدخلوا عليه - أو كما قال - فلما علموا بمكانه أقبلوا إليه فقالوا‏:‏ ادع لنا بالمصحف فدعا - يعني به - فقال‏:‏ افتح فقرأ حتى انتهى إلى هذه الآية‏:‏ ‏{‏قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون‏}‏ فقالوا‏:‏ أحمى الله أذن لك به أم على الله تفتري‏؟‏ فقال‏:‏ امض نزلت في كذا وكذا وأما الحمى فإن عمر حمى الحمى لإبل الصدقة فلما وليت فعلت الذي فعل وما زدت على ما زاد ولا أراه إلا قال‏:‏ وأنا يومئذ ابن كذا وكذا سنة‏.‏ قال‏:‏ ثم سألوه عن أشياء جعل يقول‏:‏ امضه نزلت في كذا كذا‏.‏ ثم سألوه عن أشياء عرفها لم يكن عنده فيها مخرج فقال‏:‏ أستغفر الله ثم قال‏:‏ ما تريدون‏؟‏ قالوا‏:‏ نريد أن لا يأخذ أهل المدينة العطاء فإن هذا المال للذي قاتل عليه ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال‏:‏ فرضي ورضوا‏.‏ قال‏:‏ وأخذوا عليه قال‏:‏ وكتبوا عليه كتاباً وأخذ عليهم أن لا يشقوا عصا ولا يفارقوا جماعة قال‏:‏ فرضي ورضوا‏.‏ قال‏:‏ فأقبلوا معه إلى المدينة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ والله إني ما رأيت وفداً هم خير من هذا الوفد ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه ومن كان له ضرع فليحتلبه ألا إنه لا مال لكم عندنا إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ فغضب الناس وقالوا‏:‏ هذا مكر بني أمية ورجع الوفد راضون فلما كانوا ببعض الطريق إذا راكب يتعرض لهم ثم يفارقهم ويعود إليهم ويسبهم فأخذوه فقالوا‏:‏ ما شأنك‏؟‏ إن لك لشأناً‏؟‏ قال‏:‏ أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر ففتشوه فإذا معه كتاب على لسان عثمان عليه خاتمه‏:‏ أن

يصلبهم أو يضرب أعناقهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم قال‏:‏ فرجعوا وقالوا‏:‏ قد نقض العهد وأحل الله دمه‏.‏ فقدموا المدينة فأتوا علياً فقالوا‏:‏ ألم تر إلى عدو الله كتب فينا بكذا وكذا‏؟‏ قم معنا إليه فقال‏:‏ والله لا أقوم معكم قال‏:‏ فلم كتب إلينا‏؟‏ قال‏:‏ والله ما كتب إليكم كتاباً قط‏.‏ فنظر بعضهم إلى بعض ثم قال بعضهم‏:‏ ألهذا تقاتلون أم لهذا تغضبون‏؟‏ وخرج علي فنزل قرية خارجاً من المدينة فأتوا عثمان فقالوا‏:‏ كتبت فينا بكذا وكذا‏؟‏ فقال‏:‏ إنما هما اثنتان أن تقيموا شاهدين أو يمين بالله ما كتبت ولا أمليت ولا علمت وقد تعلمون الكتاب يكتب على لسان الرجل وقد ينقش الخاتم على الخاتم قال‏:‏ فحصروه فأشرف عليهم ذات يوم فقال‏:‏ السلام عليكم،فما أسمع أحداً رد عليه إلا أن يرد رجل في نفسه فقال‏:‏ أنشدكم بالله أعلمتم أني اشتريت رومة من مالي أستعذب بها فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين‏؟‏ قيل‏:‏ نعم قال‏:‏ فعلام تمنعوني أشرب من مائها حتى أفطر على ماء البحر‏؟‏ قال‏:‏ نشدتكم بالله فهل علمتم أني اشتريت كذا وكذا من مالي فزدته في المسجد‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم قال‏:‏ فهل علمتم أن أحداً منع فيه الصلاة قبلي‏؟‏ ثم ذكر شيئاً قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال‏:‏ وأراه ذكر كتابته المفصل بيده قال‏:‏ ففشا الخبر وقيل‏:‏ مهلاً عن أمير المؤمنين‏.‏

قلت‏:‏ روى الترمذي بعضه‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أبي سعيد مولى أبي أسيد وهو ثقة‏.‏

12001-وعن المغيرة ابن شعبة أنه دخل على عثمان وهو محصور فقال‏:‏ إنك إمام العامة وقد نزل بك ما ترى وأنا أعرض عليك خصالاً ثلاثاً فاختر إحداهن إما أن تخرج فتقاتلهم فإن معك عدداً وقوة وأنت على الحق وهم على الباطل‏.‏

وإما أن تخرق لك باباً سوى الباب الذي هم عليه فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة فإنهم لن يستحلوك وأنت بها وإما أن تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية‏.‏ فقال عثمان‏:‏ أما أن أخرج فأقاتلهم فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بسفك الدماء وأما أن أخرج إلى مكة فإنهم لن يستحلوني بها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم‏"‏‏.‏

فلن أكون أنا إياه وأما أن ألحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن محمد بن عبد الملك بن مروان لم أجد له سماعاً من المغيرة‏.‏

قلت‏:‏ ولهذا الحديث طرق في فضل مكة في الحج‏.‏

12002-وعن النعمان بن بشير قال‏:‏ مات رجل منا يقال له‏:‏ خارجة بن زيد فسجيناه بثوب وقمت أصلي إذ سمعت ضوضاء فانصرفت فإذا أنا به يتحرك فقال‏:‏ أجلد القوم أوسطهم عبد الله عمر أمير المؤمنين القوي في جسمه القوي في أمر الله عز وجل،عثمان بن عفان أمير المؤمنين العفيف المتعفف الذي يعفو عن ذنوب كثيرة خلت ليلتان وبقيت أربع واختلف الناس ولا نظام لهم،يا أيها الناس أقبلوا على إمامكم واسمعوا

وأطيعوا،هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن رواحة ثم قال‏:‏ وما فعل زيد بن خارجة‏؟‏ - يعني أباه - ثم قال‏:‏ أخذت بئر أريس ظلماً ثم هدأ الصوت‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏ وقد تقدمت له طرق في كتاب الخلافة‏.‏

12003-وعن عبد الله بن رافع عن أمه قال‏:‏ خرجت الصعبة بنت الحضرمي فسمعناها تقول لأبيها - طلحة بن عبيد الله - ‏:‏ إن عثمان قد اشتد حصره فلو كلمت فيه حتى يرفه عنه‏.‏ قال‏:‏ وطلحة يغسل أحد شقي رأسه فلم يجبها فأدخلت يديها في كم درعها فأخرجت ثدييها وقالت‏:‏ أسألك بما حملتك وأرضعتك إلا فعلت‏.‏ فقام ولوى شق شعر رأسه حتى عقده وهو مغسول ثم خرج حتى أتى علياً وهو جالس في جنب داره فقال طلحة ومعه أمه وأم عبد الله بن رافع‏:‏ لو رفعت الناس عن هذا فقد اشتد حصره قال‏:‏ فنقر بقدح في يده ثلاث مرات ثم رفع رأسه فقال‏:‏ والله ما أحب من هذا شيئاً يكرهه‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم،والظاهر أن هذا ضعيف لأن علياً لم يكن بالمدينة حين حصر عثمان ولا شهد قتله‏.‏

12004-وعن محمد بن سيرين أن محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة وكعباً ركبا سفينة في البحر فقال محمد‏:‏ يا كعب أما تجد سفينتنا هذه في التوراة كيف تجري‏؟‏ قال‏:‏ لا ولكن أجد فيها رجلاً أشقى الفتية من قريش ينزو في الفتية نزو الحمار فاتق لا تكن أنت هو‏.‏ قال ابن سيرين‏:‏ فزعموا أنه كان هو‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

12005-وعن فاطمة بنت علي وعبد الله بن جعفر قالا‏:‏ دخل علي بن أبي طالب على عمار بن ياسر وهو آخذ بتلابيب الحسن بن علي فقال له علي‏:‏ ‏[‏ما لك‏]‏ ما لك ولابن أخيك‏؟‏ قال‏:‏ زعم أنه لا يكفر عثمان فقال له علي‏:‏ تؤمن بما يكفر به عثمان وتكفر بما يؤمن به عثمان‏؟‏ قال‏:‏ لا قال‏:‏ فأرسل ابن أخيك فلما خرج الحسن قال له علي‏:‏ يا عمار أما تعلم أن عثمان آمن بالله وكفر باللات والعزى‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏

رواه الطبراني وفيه المسور بن الصلت وهو متروك‏.‏

12006-وعن وثاب - وكان ممن أدركه عتق عثمان وكان يقوم بين يدي عثمان - قال‏:‏ بعثني عثمان فدعوت له الأشتر - قال ابن عون‏:‏ فأظنه قال‏:‏ - فطرحت له وسادة ولأمير المؤمنين وسادة قال‏:‏ يا أشتر ما تريد الناس مني‏؟‏ قال‏:‏ ثلاثاً ما من إحداهن بد‏.‏ قال‏:‏ ما هن‏؟‏ قال‏:‏ يخيرونك بين أن تدع لهم أمرهم فتقول‏:‏ هذا أمركم فاختاروا له من شئتم‏؟‏ وبين أن تقتص من نفسك‏؟‏ فان أبيت فان القوم قاتلوك‏.‏ قال‏:‏ ما من إحداهن بد‏؟‏ قال‏:‏ ما من إحداهن بد‏.‏ قال‏:‏ أما أن أخلع لهم أمرهم فما كنت لأخلع سربالاً سربلته‏.‏

قال‏:‏ وقال الحسن‏:‏ قال‏:‏ والله لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أخلع أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم ينزو ببعضها على بعض - وهذا أشبه بكلام عثمان رضى الله عنه - ‏.‏

وأما أن أقتص من نفسي فوالله لقد علمت أن صاحباي كانا يعاقبان وما يقوم بدني للقصاص‏.‏ وأما أن يقتلوني فوالله لئن قتلتموني لا تحابون بعدي أبداً ولا تقاتلون بعدي عدواً جميعاً أبداً‏.‏

فقام الأشتر فانطلق فمكثنا فقلنا‏:‏ لعل الناس إذ جاء رجل كأنه ذئب فاطلع من باب ثم رجع ثم جاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلاً حتى انتهوا إلى عثمان فأخذ بلحيته فقال بها وقال بها حتى سمعت وقع أضراسه فقال‏:‏ ما أغنى عنك معاوية‏؟‏ ما أغنى عنك ابن عامر‏؟‏ ما أغنى عنك كتبك‏؟‏ قال‏:‏ أرسل لحيتي يا ابن أخي ‏[‏أرسل لحيتي يا ابن أخي‏]‏‏.‏ قال‏:‏ فأنا رأيته استدعى رجلاً من القوم بعينه فقام إليه بمشقص حتى وجأه به في رأسه‏؟‏ قلت‏:‏ ثم مه‏؟‏ قال‏:‏ تعاونوا والله عليه حتى قتلوه‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير وثاب وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد‏.‏

12007-وعن نائلة بنت القرافصة امرأة عثمان قالت‏:‏ نعس أمير المؤمنين عثمان فأغفى فاستيقظ فقال‏:‏ ليقتلني القوم فقلت‏:‏ كلا إن شاء الله لم تبلغ ذلك إن رعيتك استعتبوك قال‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر فقالوا‏:‏ تفطر عندنا الليلة‏.‏

رواه عبد الله وفيه من لم أعرفهم‏.‏

12008-وعن كثير بن الصلت قال‏:‏ نام عثمان في ذلك اليوم الذي قتل فيه وهو يوم الجمعة فلما استيقظ قال‏:‏ ولولا أن تقول الناس تمنى عثمان أمنيته لحدثتكم حديثاً قال‏:‏ قلنا‏:‏ حدثنا أصلحك الله فلسنا نقول كما تقول الناس قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي هذا فقال‏:‏ إنك شاهد معنا الجمعة‏.‏

رواه أبو يعلى في الكبير وفيه أبو علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

12009-وعن ابن عمر أن عثمان أصبح يحدث الناس قال‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال‏:‏ يا عثمان أفطر عندنا فأصبح صائماً وقتل من يومه رضي الله عنه وكرم وجهه‏.‏

رواه أبو يعلى في الكبير،والبزار وفيه من لم أعرفه‏.‏

12010-وعن مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان أن عثمان بن عفان أعتق عشرين عبداً مملوكاً ودعا بسراويل فشدها عليه ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام وقال‏:‏ إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة في المنام وأبا بكر وعمر فقالوا لي‏:‏ اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة‏.‏ ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه فقتل وهو بين يديه‏.‏

رواه عبد الله وأبو يعلى في الكبير ورجالهما ثقات‏.‏

12011-وعن عبد الله بن محمد بن عقيل قال‏:‏ قتل عثمان سنة خمس وثلاثين وكانت الفتنة خمس سنين منها أربعة أشهر للحسن‏.‏

رواه عبد الله والطبراني‏.‏ وابن عقيل لم يدرك القصة وفيه خلاف‏.‏

12012-وعن أبي العالية قال‏:‏ كنا بباب عثمان في عشر الأضحى‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

12013-وعن أبي معشر قال‏:‏ وقتل عثمان ‏[‏يوم الجمعة‏]‏ لثمان عشرة ومضت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وكانت خلافته ثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً‏.‏

رواه أحمد وإسناده منقطع‏.‏

12014-وعن أبي عثمان النهدي أن عثمان قتل في أوسط أيام التشريق‏.‏

رواه عبد الله ورجاله رجال الصحيح‏.‏

12015-وعن عبد الله بن فروخ قال‏:‏ شهدت عثمان دفن في ثيابه بدمائه ولم يغسل‏.‏

رواه عبد الله‏.‏

12016-وعن قتادة قال‏:‏ صلى الزبير على عثمان ودفنه وكان أوصى إليه‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن قتادة لم يدرك القصة‏.‏

 باب في يوم الجرعة

12017-عن أبي ثور الحداني - حي من مراد - قال‏:‏ دفعت إلى حذيفة وأبي مسعود وهما في مسجد الكوفة أيام الجرعة حيث

صنع الناس بسعيد بن العاص ما صنعوا وأبو مسعود يعلم الناس ويقول‏:‏ والله ما أرى أن ترتد على عقبيها حتى يكون فيها دماء فقال حذيفة‏:‏ والله لترتدن على عقبيها ولا يكون فيها محجمة من دم ولا أعلم اليوم فيها شيئاً إلا علمته ومحمد صلى الله عليه وسلم حي‏.‏

12018-وفي رواية‏:‏ عن أبي ثور الحداني قال‏:‏ دفعت إلى حذيفة وأبي مسعود في المسجد وأبو مسعود يقول‏:‏ والله ما كنت أرى أن ترتد على عقبيها ولم يهراق فيها محجمة من دم فقال حذيفة‏:‏ لكن قد علمت أنها سترتد على عقبيها وإنه يهراق فيها محجمة من دم أن الرجل ليصبح مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً فينكس قلبه فتعلوه استه يقاتل في الفتنة اليوم ويقتله الله غداً‏.‏ فقال أبو مسعود‏:‏ صدقت هكذا حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة‏.‏

رواه والذي قبله الطبراني ورجال هذه الرواية رجال الصحيح غير أبي ثور وهو ثقة‏.‏

 أبواب في وقعتي الجمل وصفين

 باب فيما كان في الجمل وصفين وغيرهما

12019-عن الحسن - يعني البصري - قال‏:‏ سمعت جندباً يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏كيف أنتم بأقوام يدخل قادتهم الجنة ويدخل أتباعهم النار‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله وإن عملوا بمثل أعمالهم‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏وإن عملوا بمثل أعمالهم‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ وأنى يكون ذلك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يدخل قادتهم الجنة بما سبق لهم ويدخل الأتباع النار بما أحدثوا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الصلت بن دينار وهو متروك‏.‏

12020-وعن حذيفة بن اليمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يكون لأصحابي زلة يغفرها الله لهم بصحبتهم وسيتأسى بهم قوم بعدهم يكبهم الله على مناخرهم في النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن أبي الفياض قال ابن يونس‏:‏ يروي عن أشهب مناكير،قلت‏:‏ وهذا مما رواه عن أشهب‏.‏

12021-وعن حذيفة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ليدخلن أمير فتنة الجنة وليدخلن من معه النار‏"‏‏.‏

رواه البزار موقوفاً ومرفوعاً على حذيفة ورجال الموقوف رجال الصحيح،وفي المرفوع عمر بن حبيب وهو ضعيف جداً‏.‏

12022-وعن أبي بكرة قال‏:‏ قيل‏:‏ ما منعك أن لا تكون قاتلت يوم الجمل‏؟‏ قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏يخرج قوم هلكى لا يفلحون قائدهم امرأة قائدهم في الجنة‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ له في الصحيح‏:‏ هلك قوم ولوا أمرهم امرأة‏.‏

رواه البزار وفيه عمر بن الهجنع ذكر الذهبي في ترجمته هذا الحديث في منكراته وعبد الجبار بن العباس قال أبو نعيم‏:‏ لم يكن بالكوفة أكذب منه‏.‏ ووثقه أبو حاتم‏.‏

12023-وعن علي بن أبي طالب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إنه سيكون ‏[‏بعدي‏]‏ اختلاف وأمر فإن استطعت أن تكون السلم فافعل‏"‏‏.‏

رواه عبد الله ورجاله ثقات‏.‏

12024-وعن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب‏:‏

‏"‏إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أنا يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أنا أشقاهم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات‏.‏

12025-وعن قيس بن أبي حازم أن عائشة لما نزلت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت‏:‏ ما أظنني إلا راجعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا‏:‏ ‏"‏أيتكن ينبح عليها كلاب الحوأب‏"‏‏.‏

فقال لها الزبير‏:‏ ترجعين عسى الله أن يصلح بك بين الناس‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

12026-وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه‏:‏

‏"‏ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأديب تخرج فينبحها كلاب حوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعد ما كادت‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

12027-وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال‏:‏ كنا عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار فقال‏:‏ ‏"‏ألا أخبركم بخياركم‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ بلى قال‏:‏ ‏"‏خياركم الموفون المطيبون إن الله يحب الخفي التقي‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ومر علي بن أبي طالب فقال‏:‏ ‏"‏الحق مع ذا الحق مع ذا‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله ثقات‏.‏

12028-وعن أبي جرو المازني قال‏:‏ شهدت علياً والزبير حين تواقفا فقال له علي‏:‏ يا زبير أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إنك تقاتل وأنت ظالم‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم ولم أذكر إلا في موقفي هذا ثم انصرف‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه عبد الملك بن مسلم قال البخاري‏:‏ لم يصح حديثه‏.‏

12029-وعن علي أنه صعد المنبر يوم الجمعة فخطب ثم قام إليه الأشعث فقال‏:‏ غلبتنا عليك الحميراء فقال‏:‏

‏"‏من يعذرني من هؤلاء الضيارطة‏؟‏ يتخلف أحدهم يتقلب على حشاياه وهؤلاء يهجرون إلى ذكر الله إن طردتهم إني إذاً لمن الظالمين‏"‏‏.‏ والله لقد سمعته يقول‏:‏ ‏"‏ليضربنكم على الدين عوداً كما ضربتموهم عليه بدءاً‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه عباد بن عبد الله الأسدي وثقه ابن حبان وقال البخاري‏:‏ فيه نظر‏.‏

12030-وعن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي بن أبي طالب أنه كان معه يوم الجمعة زيد بن صوحان وهو يخطب على منبر من آجر والموالي حوله فقام فتكلم بكلام لا أدري ما هو فغضب علي حتى احمر وجهه فبينا نحن كذلك إذ جاء الأشعث بن قيس يتخطى الناس فقال‏:‏ غلبتنا على وجهك هذه الحميراء‏.‏ فضرب زيد بن صوحان على فخذي وقال‏:‏ إنا لله والله لتبدين العرب ما كانت تكتم‏.‏ ثم قال‏:‏ من يعذرني من هذه الضيارطة‏؟‏ يتقلب أحدهم على فراشه ويغدو قوم إلى ذكر الله فما تأمرني‏؟‏ أفأطردهم فأكون من الظالمين‏؟‏ والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ليضربنكم على الدين عوداً كما ضربتموه عليه بدءاً‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه عباد بن عبد الله الأسدي وثقه ابن حبان وقال البخاري‏:‏ فيه نظر،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

12031-وعن محمد بن إبراهيم التيمي أن فلاناً دخل المدينة حاجاً فأتاه الناس يسلمون عليه فدخل سعد فسلم فقال‏:‏ وهذا لم يعنا على حقنا على باطل غيرنا قال‏:‏ فسكت عنه ‏[‏ساعة‏]‏ فقال‏:‏ ما لك لا تتكلم‏؟‏ فقال‏:‏ هاجت فتنة وظلمة فقال لبعيري‏:‏ إخ إخ فأنخت حتى انجلت فقال رجل‏:‏ إني قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره فلم أر فيه إخ إخ ‏[‏قال‏:‏ فغضب سعد‏]‏ فقال‏:‏ أما إذ قلت ذاك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏علي مع الحق أو الحق مع علي حيث كان‏"‏‏.‏

قال‏:‏ من سمع ذلك‏؟‏ قال‏:‏ قاله في بيت أم سلمة قال‏:‏ فأرسل إلى أم سلمة فسألها فقالت‏:‏ قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فقال الرجل لسعد‏:‏ ما كنت عندي قط ألوم منك الآن فقال‏:‏ ولم‏؟‏ قال‏:‏ لو سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم لم أزل خادماً لعلي حتى أموت‏.‏

رواه البزار وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

12032-وعن زيد بن وهب قال‏:‏ بينا نحن حول حذيفة إذ قال‏:‏ كيف أنتم وقد خرج أهل بيت نبيكم صلى الله عليه وسلم فرقتين يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف‏؟‏ فقلنا‏:‏ يا أبا عبد الله وإن ذلك لكائن‏؟‏ فقال بعض أصحابه‏:‏ يا أبا عبد الله فكيف نصنع إن أدركنا ذلك زمان‏؟‏ قال‏:‏ انظروا الفرقة التي تدعوا إلى أمر علي فالزموها فإنها على الهدى‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

12033-وعن زهدم الجرمي قال‏:‏ كنا في سمر ابن عباس فقال‏:‏ إني لمحدثكم بحديث ليس بسر ولا علانية‏:‏ إنه لما كان من أمر هذا الرجل ما كان - يعني عثمان - قلت لعلي‏:‏ اعتزل فلو كنت في جحر طلبت حتى تستخرج‏.‏ فعصاني وايم الله ليتأمرن عليكم معاوية وذلك بأن الله تبارك وتعالى يقول‏:‏ ‏{‏ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً‏}‏ ولتحملنكم قريش على سنة فارس والروم ولتؤمنن عليكم اليهود والنصارى والمجوس فمن أخذ منكم ‏[‏يومئذ‏]‏ بما يعرف فقد نجا ومن ترك وأنتم تاركون كنتم كقرن من القرون ‏[‏فيمن‏]‏ هلك‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

12034-وعن ابن عباس قال‏:‏ لما بلغ أصحاب علي حين ساروا إلى البصرة أن أهل البصرة قد اجتمعوا لطلحة والزبير شق عليهم ووقع في قلوبهم فقال علي‏:‏ والذي لا إله غيره ليظهرن أهل البصرة وليقتلن طلحة والزبير وليخرجن إليكم من الكوفة ستة آلاف وخمسمائة وخمسون رجلاً أو خمسة آلاف وخمسمائة وخمسون رجلاً - شك الأحلج - ‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ فوقع ذلك في نفسي فقال‏:‏ يا أهل الكوفة فلما أتى أهل الكوفة خرجت فقلت‏:‏ لأنظرن فإن كان كما يقول فهو أمر سمعه وإلا فهي خديعة الحرب فرأيت رجلاً من الجيش فسألته فوالله ما عتم أن قال ما قال علي‏.‏

قال ابن عباس‏:‏ وهو مما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره‏.‏

رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف‏.‏

12035-وعن قيس بن عدي قال‏:‏ سمعت عمرو بن ثابت يوم البصرة يقول‏:‏ أحلف بالله ليهزمن الجمع وليولن الدبر فقال رجل من النخع‏:‏ أعوذ بالله من شرك يا أبا اليقظان أن تقول ما لا علم لك به‏!‏ قال‏:‏ لأنا أشر من جمل يجر خطامه بين نجد وتهامة إن كنت أقول ما لا علم لي به‏.‏

رواه الطبراني وفيه عمرو بن ثابت البكري وهو متروك‏.‏

12036-وعن يزيد بن معاوية البكائي قال‏:‏ كنت ‏[‏جالساً‏]‏ مع عبد الله بن مسعود وحذيفة فمروا عليهما بامرأة ورجل

على جمل قد خولف وجوههما فقال أحدهما لصاحبه‏:‏ هذا الذي كنا نتحدث عنه‏.‏ قال‏:‏ لا إن مع ذلك البارقة‏.‏

رواه الطبراني وإسناده ضعيف‏.‏

12037-وعن عمير بن سعيد قال‏:‏ كنا جلوساً مع ابن مسعود وأبو موسى عنده وأخذ الوالي رجلاً فضربه وحمله على جمل فجعل الناس يقولون‏:‏ الجمل الجمل‏.‏ فقال رجل‏:‏ يا أبا عبد الرحمن هذا الجمل الذي كنا نسمع قال‏:‏ فأين البارقة‏؟‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

12038-وعن سعيد بن كوز قال‏:‏ كنت مع مولاي يوم الجمل فأقبل فارس فقال‏:‏ يا أم المؤمنين فقالت عائشة‏:‏ سلوه من هو‏؟‏ قيل‏:‏ من أنت‏؟‏ قال‏:‏ أنا عمار بن ياسر قالت‏:‏ قولوا له‏:‏ ما تريد‏؟‏ قال‏:‏ أنشدك بالله الذي أنزل الكتاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتك أتعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل علياً وصياً على أهله وفي أهله‏؟‏ قالت‏:‏ اللهم نعم قال‏:‏ فما لك‏؟‏ قالت‏:‏ أطلب بدم عثمان أمير المؤمنين‏.‏ قال‏:‏ فتكلم ثم جاء فوارس أربعة فهتف بهم رجل منهم‏.‏ قال‏:‏ تقول عائشة‏:‏ ابن أبي طالب ورب الكعبة سلوه من هو‏؟‏ ما يريد‏؟‏ قالوا‏:‏ من أنت‏؟‏ قال‏:‏ أنا علي بن أبي طالب قالت‏:‏ سلوه‏:‏ ما يريد‏؟‏ قالوا‏:‏ ما تريد‏؟‏ قال‏:‏ أنشدك بالله الذي أنزل الكتاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتك أتعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلني وصياً على أهله وفي أهله‏؟‏ قالت‏:‏ اللهم نعم قال‏:‏ فما لك‏؟‏ قالت‏:‏ أطلب بدم أمير المؤمنين عثمان‏.‏ قال‏:‏ أريني قتلة عثمان‏.‏ ثم انصرف والتحم القتال قال‏:‏ فرأيت هلال بن وكيع رأس بني تميم معه غلام له حبشي مثل الجان وهو يقاتل بين يدي عائشة وهو يقول‏.‏

أضربهم بذكر القطاط * إذ فرعون وأبو حماط

ونكب الناس عن الصراط

فحانت مني التفاتة فإذا هو قد شدخ وغلامه‏.‏

رواه الطبراني‏.‏ وسعيد بن كوز وأسباط بن عمرو الراوي عنه لم أعرفهما،وبقية رجاله ثقات‏.‏

12039-وعن أبي بكرة قال‏:‏ لما كان يوم الجمل رأى علي الرؤوس تندر فأخذ بيد الحسين فوضعها على بطنه ثم قال‏:‏ أي خير بعد هذا‏؟‏

رواه الطبراني وفيه فهد بن عوف وهو كذاب‏.‏

12040-وعن محمد بن قيس قال‏:‏ ذكر لعائشة يوم الجمل قالت‏:‏ والناس يقولون‏:‏ يوم الجمل‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم قالت‏:‏ وددت أني كنت جلست كما جلس أصحابي وكان أحب إلي أن أكون ولدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة كلهم مثل عبد الرحمن الحارث بن هشام ومثل عبد الله بن الزبير‏.‏

رواه الطبراني وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف يكتب حديثه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب فيما كان بينهم يوم صفين - رضي الله عنهم -

12041-عن عامر الشعبي قال‏:‏ لما خرج علي إلى صفين استخلف أبا مسعود على الكوفة وكان رجال من أهل الكوفة استخفوا ‏[‏علياً‏]‏ فلما خرج ظهروا فكان ناس يأتون أبا مسعود فيقولون‏:‏ قد والله أهلك الله أعداءه وأظفر المؤمنين فيقول أبو مسعود‏:‏ إني والله ما أعده ظفراً ولا عافية أن تظهر إحدى الطائفتين على الأخرى قالوا‏:‏ فمه‏؟‏ قال‏:‏

يكون بين القوم صلح فلما قدم علي ذكروا ذلك له فقال علي‏:‏ اعتزل عملنا قال‏:‏ وذاك مه‏؟‏ قال‏:‏ إنا وجدناك لا تعقل عقلة قال‏:‏ أما أنا فقد بقي من عقلي ما أعلم أما الآخر شر‏.‏

رواه الطبراني وفيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي وضعفه جماعة،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

12042-وعن علي قال‏:‏ عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين‏.‏

12043-وفي رواية‏:‏ أمرت بقتال الناكثين - فذكره - ‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعيد ووثقه ابن حبان‏.‏

12044-وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ أمر علي بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلم بن كيسان الملائي وهو ضعيف‏.‏

12045-وعن أبي سعيد عقيصاء قال‏:‏ سمعت عماراً ونحن نريد صفين يقول‏:‏ أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين‏.‏

رواه الطبراني وأبو سعيد متروك‏.‏

ورواه أبو يعلى بإسناد ضعيف‏.‏

12046-وعن قيس بن أبي حازم قال‏:‏ قال علي رضي الله عنه‏:‏ انفروا إلى بقية الأحزاب انفروا بنا إلى ما قال الله ورسوله إنا نقول‏:‏ صدق الله ورسوله ويقولون‏:‏ كذب الله ورسوله‏.‏

رواه البزار بإسنادين في أحدهما يونس بن أرقم وهو لين وفي الآخر‏:‏ السيد بن عيسى قال الأزدي‏:‏ ليس بذاك،وبقية رجالهما ثقات‏.‏

12047-وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم عبد الله بن عمرو ذات

يوم وكانت امرأة تلطف برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏كيف أنت يا أم عبد الله‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ بخير بأبي أنت يا رسول الله وأمي فكيف أنت‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بخير‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ عبد الله رجل قد تخلى من الدنيا قال‏:‏ ‏"‏وكيف‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ حرم النوم فلا ينام ولا يفطر ولا يطعم اللحم ولا يؤدي إلى أهله حقهم قال‏:‏ ‏"‏فأين هو‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ خرج ويوشك قال‏:‏ ‏"‏فإذا رجع فاحبسيه‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء عبد الله فأوشك رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجعة وقال‏:‏ ‏"‏يا عبد الله بن عمرو ما هذا الذي بلغني عنك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ و ماذا يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بلغني أنك لا تنام ولا تفطر‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أردت بذلك الأمن من يوم الفزع الأكبر‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏وبلغني أنك لا تطعم اللحم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أردت بذلك طعاماً خيراً منه في الجنة قال‏:‏ ‏"‏وبلغني أنك لا تؤدي إلى أهلك حقهم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أردت بذلك نساء هن خير منها في الجنة‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏يا عبد الله بن عمرو إن لك في رسول الله أسوة حسنة فرسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ويفطر وينام ويقوم ويأكل اللحم ويؤدي إلى أهله حقهم‏.‏

يا عبد الله إن لله عز وجل عليك حقاً وإن لبدنك عليك حقاً وإن لأهلك عليك حقاً‏"‏‏.‏ قال‏:‏ يا رسول الله تأمرني أن أصوم خمسة أيام وأفطر يوماً‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فأصوم أربعة أيام وأفطر يوماً‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فأصوم ثلاثة أيام وأفطر يوماً‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فأصوم يومين وأفطر يوماً‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أفأصوم يوماً وأفطر يوماً‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ذلك صوم أخي داود يا عبد الله بن عمرو وكيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم ومواثيقهم وكانوا هكذا‏"‏‏.‏ وخالف بين أصابعه‏.‏ قال‏:‏ فما تأمرني‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏تأخذ بما تعرف وتدع ما تنكر وتعمل لخاصة نفسك وتدع الناس وعوام أمورهم‏"‏‏.‏ ثم أخذ بيده وأقبل يمشي به حتى وضع يده في يد أبيه قال‏:‏ ‏"‏أطع أباك‏"‏‏.‏ فلما كان يوم صفين قال له أبوه‏:‏ يا عبد الله اخرج فقاتل فقال‏:‏ يا أبتاه تأمرني أن أخرج فأقاتل وقد سمعت ما سمعت يوم يعهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعهد‏؟‏ قال‏:‏ أنشدك الله يا عبد الله بن عمرو ألم يكن آخر ما عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أخذ بيدك فوضعها في يدي ثم قال‏:‏ ‏"‏أطع أباك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ بلى قال‏:‏ فإني أعزم أن تخرج فتقاتل‏.‏ فخرج متقلداً بسيف فلما انكشفت الحرب أنشأ عمرو بن العاص يقول‏:‏

شبت الحرب فأعددت لها * مقرع الحارك مروي الثبج

يصل الشـد بشـد وإذا * وثب الحبل من الشد معج

جرشـع أعضـمه جفرته * فإذا ابتلَّ منَ الماءِ حدج

وأنشأ عبد الله بن عمرو يقول‏:‏

ولو شهدت جمل مقامي ومشهدي * بصفين يوماً شاب منها الذوائب

عشـية جـا أهل العـراق كأنهم * سـحاب ربيع رفعته الجنـائب

وجئنـاهم نردى كـأن صفوفنـا * من البـحرِ موج مده متراكب

إذا قلت قد ولوا سراعا بدت لنا * كتائبُ منهمْ وارجحنتْ كتائب

فدارت رحـانا واستدارت رحاهم * سراةَ النهـارِ ما تولى المناكب

فقـالوا‏:‏ لنـا إنا نرى أن تبايعوا * علياً فقلنا‏:‏ لا نرى أن تضاربوا

قلت‏:‏ في الصحيح بعض أوله‏.‏

رواه الطبراني من رواية عبد الملك بن قدامة الجمحي عن عمرو بن شعيب وعبد الملك وثقه ابن معين وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره‏.‏

12048-وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال‏:‏ شهدنا مع علي صفين وقد وكلنا بفرسه رجلين فكانت إذا كانت من الرجل غفلة غمز علي فرسه فإذا هو في عسكر القوم فيرجع إلينا وقد خضب سيفه دماً ويقول‏:‏ يا أصحابي اعذروني اعذروني فكنا إذا توادعنا دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء فكان عمار بن ياسر علماً لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يسلك عمار وادياً من أودية صفين إلا تبعه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فانتهينا إلى هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وقد ركز الراية فقال مالك‏:‏ يا هاشم أعوراً وجبناً‏؟‏ لا خير في أعور لا يغشى الناس فنزع هاشم الراية وهو يقول‏:‏

أعورُ يبغيْ أهـلهُ محلا

قد عالج الحياة حتى ملا

لا بد أن يفلَّ أو يفلا

فقال له عمار‏:‏ أقبل فإن الجنة تحت الأبارقة وقد تزين الحور العين مع محمد وحزبه في الرفيق الأعلى فما رجعا حتى قتلا وكنا إذا توادعنا دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء وهؤلاء في عسكر هؤلاء فنظرت فإذا أربعة يسيرون معاوية وأبو الأعور السلمي وعمرو بن العاص وابنه فقلت لنفسي‏:‏ إن أخذت عن يميني اثنين لم أسمع كلامهم فاخترت لنفسي أن أضرب فرسي فأفرق بينهم ففعلت

فجعلت اثنين عن يميني واثنين عن يساري فجعلت أصغي بسمعي أحياناً إلى معاوية وإلى أبي الأعور وأحياناً إلى عمرو بن العاص وإلى عبد الله بن عمرو فسمعت عبد الله بن عمرو يقول لأبيه‏:‏ يا أبت قد قتلنا هذا الرجل وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال‏؟‏ قال‏:‏ وأي رجل‏؟‏ قال‏:‏ عمار بن ياسر أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم بناء المسجد ونحن نحمل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين وأنت تدحض‏:‏ ‏"‏أما إنه ستقتلك الفئة الباغية وأنت من أهل الجنة‏"‏‏.‏ فسمعت عمراً يقول لمعاوية‏:‏ قتلنا هذا الرجل وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال‏.‏ قال‏:‏ أي رجل‏؟‏ قال‏:‏ عمار بن ياسر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بناء المسجد ونحن ننقل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين فمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏يا أبا اليقظان أتحمل لبنتين وأنت تدحض أما إنه ستقتلك الفئة الباغية وأنت من أهل الجنة‏"‏‏.‏ فقال معاوية‏:‏ اسكت فوالله ما تزال تدحض في بولك أنحن قتلناه إنما قتله من جاءوا به فألقوه بين رماحنا قال‏:‏ فتنادوا في عسكر معاوية إنما قتل عماراً من جاء به‏.‏

رواه الطبراني وأحمد باختصار وأبو يعلى بنحو الطبراني والبزار بقوله‏:‏ ‏"‏تقتل عماراً الفئة الباغية‏"‏‏.‏ عن عبد الله بن عمرو وحده،ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات‏.‏

12049-وعن محمد بن عمرو بن حزم قال‏:‏ لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال‏:‏ قتل عمار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏تقتله الفئة الباغية‏"‏‏.‏ فقام عمرو بن العاص ‏[‏فزعاً‏]‏ يرجع حتى دخل على معاوية فقال له معاوية‏:‏ ‏[‏ما شأنك‏؟‏ قال‏:‏ قتل عمار‏]‏ فقال معاوية‏:‏ قد قتل عمار فماذا‏؟‏ قال عمرو‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏تقتله الفئة الباغية‏"‏‏.‏ فقال له معاوية‏:‏ دحضت في بولك أنحن

قتلناه إنما قتله علي وأصحابه جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال‏:‏ بين سيوفنا‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وهو ثقة‏.‏

12050-وعن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال‏:‏ ما زال جدي كافاً سلاحه حتى قتل عمار بصفين فسل سيفه فقاتل حتى قتل قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏تقتله الفئة الباغية‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني وفيه أبو معشر وهو لين‏.‏

12051-وعن عمرو بن العاص أنه أهدى إلى أناس هدايا ففضل عمار بن ياسر فقيل له فقال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏تقتله الفئة الباغية‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه راو لم يسم،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏ ورواه أبو يعلى باختصار الهدية‏.‏

12052-وعن زيد بن وهب قال‏:‏ كان عمار قد ولع بقريش وولعت به فغدوا عليه فضربوه فخرج عثمان بعصا فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ يا أيها الناس مالي ولقريش فعل الله بقريش وفعل فغدوا على رجل فضربوه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار‏:‏ ‏"‏تقتلك الفئة الباغية‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني في الثلاثة باختصار القصة وفيه أحمد بن بديل الرملي وثقه النسائي وغيره وفيه ضعف‏.‏

12053-وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبني المسجد وكان عمار بن ياسر يحمل صخرتين فقال‏:‏ ‏"‏ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى وإسناد أبو يعلى منقطع وفي إسناد الطبراني أحمد بن عمر العلاف الرازي ولم أعرفه‏.‏

12054-وعن ابن عمر قال‏:‏ لم أجدني آسي على شيء إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي‏.‏

رواه الطبراني بأسانيد وأحدها رجاله رجال الصحيح‏.‏

12055-وعن عمار بن ياسر قال‏:‏ ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم في خاصرتي فقال‏:‏

‏"‏خاصرة مؤمنة تقتلك الفئة الباغية آخر زادك ضياح من لبن‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار وأسانيده كلها فيها ضعف‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث من هذا كثيرة في مناقب عمار إن شاء الله‏.‏

12056-وعن عبد الله بن سلمة قال‏:‏ رأيت عماراً يوم صفين شيخاً كبيراً آدم طوالاً أخذ الحربة بيده ويده ترعد فقال‏:‏ والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وهذه

الرابعة والذي نفسي بيده ولو ضربونا حتى بلغوا بنا شعفات هجر لعرفت أن مصلحينا على الحق وأنهم على الضلالة‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن سلمة وهو ثقة إلا أن الطبراني قال‏:‏ لقد قاتلت صاحب هذه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وهذه الرابعة‏.‏

12057-وعن عبد الله بن سلمة قال‏:‏ قيل لعمار‏:‏ قد هاجر أبو موسى فقال‏:‏ والله ليخذلن جنده وليفرن جهده ولينقضن عهده والله إني لأرى قوماً ليضربنكم ضرباً يرتاب له المبطلون والله لو قاتلونا حتى بلغوا بنا شعفات هجر لعلمت أن صاحبنا على الحق وهم على الباطل‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

12058-وعن سيار أبي الحكم قال‏:‏ قالت بنو عبس لحذيفة‏:‏ إن أمير المؤمنين عثمان قد قتل فما تأمرنا‏؟‏ قال‏:‏ آمركم أن تلزموا عماراً قالوا‏:‏ إن عماراً لا يفارق علياً قال‏:‏ إن الحسد هو أهلك الجسد وإنما ينفركم من عمار قربه من علي فوالله لعلي أفضل من عمار أبعد ما بين التراب والسحاب وإن عماراً لمن الأخيار وهو يعلم أنهم إن لزموا عماراً كانوا مع علي‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أني لم أعرف الرجل المبهم‏.‏

12059-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إذا اختلف الناس فابن سمية مع الحق‏"‏‏.‏ ابن سمية هو عمار‏.‏

رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف‏.‏

12060-وعن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أولعتهم بعمار يدعوهم غلى الجنة وهم يدعونه إلى النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد النور بن عبد الله وهو ضعيف ووثقه ابن حبان‏.‏

12061-وعن أبي البختري قال‏:‏ قال عمار يوم صفين‏:‏ ائتوني بشربة لبن فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن‏"‏‏.‏ فأتي بشربة لبن فشربها ثم تقدم فقتل‏.‏

رواه أحمد والطبراني وبين أن الذي سقاه‏:‏ أبو المخارق‏.‏ وزاد فيه‏:‏ ثم نظر إلى لواء معاوية فقال‏:‏ قاتلت صاحب هذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أنه منقطع‏.‏

12062-وعن كلثوم بن جبر قال‏:‏ كنا بواسط القصب عند عبد الأعلى ‏[‏بن عبد الله‏]‏ بن عامر فإذا عنده رجل يقال له‏:‏ أبو الغادية استسقى فأتي بإناء مفضض فأبى أن يشرب وذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر ‏[‏هذا‏]‏ الحديث‏:‏

‏"‏لا ترجعوا بعدي كفاراً أو ضلالاً - شك ابن أبى عدي - يضرب بعضكم رقاب بعض‏"‏‏.‏

فإذا رجل يسب فلاناً فقلت‏:‏ والله لئن أمكنني الله منك في كتيبة فلما كان يوم صفين إذا أنا به وعليه درع قال‏:‏ ففطنت إلى الفرجة من جربان الدرع فطعنته فقتلته فإذا هو عمار بن ياسر قال‏:‏ فقلت‏:‏ ‏[‏وأي يد كفتاه‏]‏‏؟‏ يكره أن يشرب في إناء مفضض وقد قتل عمار بن ياسر‏.‏

رواه عبد الله ورجاله رجال الصحيح‏.‏ ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه‏.‏ ورواه في الكبير أيضاً أتم منه ويأتي في فضل عمار‏.‏

12063-وعن حنظلة بن خويلد العنبري قال‏:‏ بينا أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما‏:‏ أنا قتلته‏.‏ فقال عبد الله بن عمرو‏:‏ ليطب به أحدكما نفساً لصاحبه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏تقتله الفئة الباغية‏"‏‏.‏ فقال معاوية‏:‏ فما بالك معنا‏؟‏ قال‏:‏ إن أبي شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏أطع أباك ما دام حياً ولا تعصه‏"‏‏.‏ فأنا معكم ولست أقاتل‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

12064-وعن أبي غادية قال‏:‏ قتل عمار فأخبر عمرو بن العاص فقال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن قاتله وسالبه في النار‏"‏‏.‏ فقيل لعمرو‏:‏ فإنك هو ذا تقاتله‏؟‏ قال‏:‏ إنما قال‏:‏ ‏"‏قاتله وسالبه‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال‏:‏ عن عبد الله بن عمرو أن رجلين أتيا عمرو بن العاص يختصمان في دم عمار وسلبه فقال‏:‏ خليا عنه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن قاتل عمار وسالبه في النار‏"‏‏.‏ ورجال أحمد ثقات‏.‏د

12065-وعن قيس بن عباد قال‏:‏ كنا مع علي قال‏:‏ فكان إذا شهد مشهداً أو أشرف على أكمة أو هبط وادياً قال‏:‏ سبحان الله صدق الله ورسوله‏!‏ فقلت لرجل من بني يشكر‏:‏ انطلق بنا إلى أمير المؤمنين حتى نسأله عن قوله‏:‏ صدق الله ورسوله‏؟‏ فانطلقنا إليه فقلنا‏:‏ يا أمير المؤمنين رأيناك إذا شهدت مشهداً أو هبطت وادياً أو أشرفت على أكمة قلت‏:‏ صدق الله ورسوله فهل عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً في ذلك‏؟‏ قال‏:‏ فأعرض عنا وألححنا عليه فلما رأى ذلك قال‏:‏ والله ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم عهداً إلا شيئاً عهده إلى الناس ولكن الناس وقعوا في عثمان فقتلوه فكان غيري فيه أسوأ حالاً أو فعلاً مني ثم إني رأيت أني أحقهم بهذا الأمر فوثبت عليه فالله أعلم أصبنا أم أخطأنا‏؟‏‏!‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو سيئ الحفظ وقد يحسن حديثه‏.‏

12066-وعن عمير بن زودي قال‏:‏ خطبهم علي فقطعوا عليه خطبته فقال‏:‏ إنما وهنت يوم قتل عثمان وضرب

لهم مثلاً كمثل ثلاثة أثوار ‏[‏وأسد‏]‏ اجتمعن في أجمة‏:‏ أسود وأحمر وأبيض فكان الأسد إذا أرادوا واحداً منهم اجتمعن عليه فامتنعن عليه فقال الأسد للأسود والأحمر‏:‏ إنما يفضحنا ويشهرنا في أجمتنا هذه الأبيض فدعاني حتى آكله فلونكما على لوني ولوني على لونكما فحمل عليه الأسد فلم يلبس أن قتله ثم قال للأسود‏:‏ إنما يفضحنا ويشهرنا في أجمعتنا هذه الأحمر فدعني حتى آكله فلوني على لونك ولونك على لوني فحمل عليه فقتله ثم قال للأسود‏:‏ إنس آكلك‏.‏ قال‏:‏ دعني أصوت ثلاثة أصوات فقال‏:‏ ألا إنما أكلت يوم أكل الأبيض ألا إنما أكلت يوم أكل الأبيض ألا إنما أكلت يوم أكل الأبيض ألا إنما وهنت يوم قتل عثمان رضي الله عنه‏.‏

رواه الطبراني وعمير لم أعرفه،وبقية رجاله رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وفيه خلاف‏.‏

 باب فيمن ذكر أنه شهد الجمل أو صفين

12067-قال الطبراني‏:‏ أسيد بن مالك أبو عمرة‏.‏ ويقال‏:‏ يسير بن عمرو بن محصن‏.‏ ويقال‏:‏ ثعلبة بن عمرو بن محصن‏.‏ ويقال‏:‏ عمرو بن محصن من بني مازن بن النجار‏.‏ ويقال‏:‏ إن أبا عمرة أعطى علياً مائة ألف درهم أعانه بها يوم الجمل وقتل يوم صفين‏:‏ جبلة بن عمر والحجاج بن عمرو بن غزية وهو الذي كان يقول عند القتال‏:‏ يا معشر الأنصار أتريدون أن نقول لربنا إذا لقيناه‏:‏ ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا‏؟‏ وحنظلة بن النعمان وخالد بن أبي خالد وخالد بن أبي دجانة وخويلد بن عمرو بدري من بني سلمة،وربيعة بن قيس بن عدوان وربيعة بن عباد الدؤلي‏.‏

ذكرهم عبيد الله بن أبي رافع وفي الإسناد إليه ضرار بن صرد وهو ضعيف‏.‏

12068-وعن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال‏:‏ قاتل خزيمة بن ثابت يوم صفين حتى قتل‏.‏

رواه الطبراني وإسناده منقطع‏.‏

 باب في الحكمين

12069-عن سويد بن غفلة قال‏:‏ سمعت أبا موسى الأشعري يقول‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يكون في هذه الأمة حكمان ضالان ضال من تبعهما‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ يا أبا موسى انظر لا تكن أحدهما‏.‏

رواه الطبراني وقال‏:‏ هذا عندي باطل لأن جعفر بن علي شيخ مجهول لا يعرف‏.‏ قلت‏:‏ إنما ضعفه من علي بن عابس الأسدي فإنه متروك‏.‏

12070-وعن أبي مريم قال‏:‏ سمعت عمار بن ياسر يقول‏:‏ يا أبا موسى ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار‏؟‏‏"‏‏.‏ فأنا سائلك عن حديث فإن صدقت وإلا يعتب عليك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقررك ثم أنشدك الله أليس إنما عناك رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسك فقال‏:‏ ‏"‏إنها ستكون فتنة في أمتي أنت يا أبا موسى فيها نائم خير منك قاعد و قاعد خير منك قائم و قائم خير منك ماش‏"‏‏.‏ فخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعم الناس فخرج أبو موسى ولم يرد عليه شيئاً‏.‏

رواه أبو يعلى واللفظ له‏.‏

12071-وفي رواية للطبراني‏:‏ عن عمار بن ياسر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل‏.‏

وفيه علي بن أبي فاطمة وهو علي بن الحزور وهو متروك‏.‏

12072-وعن محمد بن الضحاك الحزامي قال‏:‏ قام علي على منبر الكوفة حين اختلف الحكمان فقال‏:‏ قد كنت نهيتكم عن

هذه الحكومة فعصيتموني‏.‏ فقام إليه فتى آدم فقال‏:‏ إنك والله ما نهيتنا ولكنك أمرتنا ودمرتنا فلما كان فيها ما تكره برأت نفسك ونحلتنا ذنبك‏.‏ فقال له علي‏:‏ وما أنت وهذا الكلام‏؟‏ قبحك الله والله لقد كانت الجماعة وكنت فيها خاملاً فلما كانت الفتنة نجمت فيها نجوم قرن الماعزة ثم التفت إلى الناس فقال‏:‏ لله منزل نزله سعد بن مالك وعبد الله بن عمر والله لئن كان ذنباً إنه لصغير مغفور ولئن كان حسناً إنه لعظيم مشكور‏.‏

رواه الطبراني‏.‏ ومحمد بن الضحاك وولده يحيى لم أعرفهما‏.‏

 باب ما جاء في الصلح وما كان بعده

12073-عن عبد الله بن سلام أنه قال حين هاج الناس في أمر عثمان‏:‏ أيها الناس لا تقتلوا هذا الشيخ واستعتبوه فإنه لن تقتل أمة نبيها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء سبعين ألفاً منهم ولن تقتل أمة خليفتها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء أربعين ألفاً‏.‏ فلم ينظروا فيما قال وقتلوه فجلس لعلي على الطريق فقال‏:‏ أين تريد‏؟‏ قال‏:‏ أريد أرض العراق قال‏:‏ لا تأت العراق وعليك بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فوثب إليه ناس من أصحاب علي وهموا به فقال علي‏:‏ دعوه فإنه منا أهل البيت‏.‏ فلما قتل علي قال عبد الله لابن معقل‏:‏ هذه رأس الأربعين وسيكون

على رأسها صلح ولن تقتل أمة نبيها إلا قتل به سبعون ألفاً ولن تقتل أمة خليفتها إلا قتل به أربعون ألفاً‏.‏

رواه الطبراني من طريقين ورجال هذه رجال الصحيح‏.‏ وله طريق في مناقب عثمان رضي الله عنه‏.‏

12074-وعن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن ابني هذا - يعني الحسن - سيد وليصلحن الله عز وجل به بين فئتين من المسلمين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

12075-وعن أبي مجلز قال‏:‏ قال عمرو والمغيرة بن شعبة لمعاوية‏:‏ إن الحسن بن علي رجل عيي وإن له كلاماً ورأياً وإنا قد علمنا كلامه فيتكلم كلاماً فلا يجد كلاماً‏.‏ قال‏:‏ لا تفعلوا‏.‏ فأبوا عليه فصعد عمرو المنبر فذكر علياً ووقع فيه ثم صعد المغيرة بن شعبة فحمد الله وأثنى عليه ثم وقع في علي ثم قيل للحسن بن علي‏:‏ اصعد فقال‏:‏ لا أصعد ولا أتكلم حتى تعطوني إن قلت حقاً أن تصدقوني وإن قلت باطلاً أن تكذبوني‏.‏ فأعطوه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه فقال‏:‏ أنشدكما بالله يا عمرو ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لعن الله السابق والراكب‏"‏‏.‏ أحدهما فلان‏؟‏ قالا‏:‏ اللهم بلى قال‏:‏ أنشدك بالله يا معاوية ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن عمراً بكل قافية قالها لعنة‏؟‏ قالا‏:‏ اللهم بلى قال‏:‏ أنشدك بالله يا عمرو ويا معاوية بن أبي سفيان أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن قوم هذا‏؟‏ قالا‏:‏ بلى‏.‏ قال الحسن‏:‏ فإني أحمد الله الذي وقعتم فيمن تبرأ من هذا‏.‏ قال وذكر الحديث‏.‏

رواه الطبراني عن شيخه زكريا بن يحيى الساجي قال الذهبي‏:‏ أحد الأثبات ما علمت فيه جرحاً أصلاً،وقال ابن القطان‏:‏ مختلف فيه في الحديث وثقه قوم وضعفه آخرون،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

12076-وعن عيسى بن يزيد قال‏:‏ استأذن الأشعث بن قيس على معاوية بالكوفة فحجبه ملياً وعنده ابن عباس والحسن بن علي فقال‏:‏ أعن هذين

حجبتني يا أمير المؤمنين‏؟‏ تعلم أن صاحبهم جاءنا فملأنا كذباً - يعني علياً - فقال ابن عباس‏:‏ والله عنده مهرة جدك وطعن في است أبيك‏.‏ فقال‏:‏ ألا تسمع يا أمير المؤمنين ما يقول‏؟‏ قال‏:‏ أنت بدأت‏.‏

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

12077-وعن شداد بن أوس أنه دخل على معاوية وهو جالس وعمرو بن العاصي جالس على فراشه فجلس شداد بينهما وقال‏:‏ هل تدريان ما يجلسني بينكما‏؟‏ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إذا رأيتموهما جميعاً ففرقوا بينهما فوالله ما اجتمعا إلا على غدرة‏"‏‏.‏ فأحببت أن أفرق بينكما‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن يعلى بن شداد ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات‏.‏